الولوج الى الوعي
هذا الدرس هو الثاني من سلسلة
مخصصة لإختبار آليات و ميكانيزمات معالجة الوعي في الدماغ البشري , في حين كانت
سنة 2009 مخصصة للسؤال عن عمق المعالجة اللاواعية , و الآ ن نحن نتوجه نحو
العمليات المعرفية و العصبية التي تسمح بجلب المعلومات الى الوعي .
وقد لعب السؤال حول طبيعة و مصدر
الوعي دورا مركزيا في تاريخ فلسفة علم النفس , كيف يستطيع تجمع بسيط للخلايا
العصبية ان يؤدي الى تجربة عقلية ؟
جوليان جاينس (julian jaynes) في كتابه اصل الوعي في انهيار
مجلسي العقل , يسطّر بقوة و غنائية على
عمق هذا الاستفهام القديم .
يا له من عالم من الرؤى الخفية و
الصمت المسموع حول هذه المنطقة اللامادية من النفس , ما هذه الجواهر الغير قابلة للوصف و هذه الذكريات
الغير واقعية و هذه الاحلام الغير مرئية , و حميمية هذا كله , المسرح السحري
الصامت لحوار الذات للذات و التوجيه و النصائح المستبقة , و كل التأملات و جميع
الاسرار , تبقى غير مرئية لجميع الحلات المزاجية لهذه النفس , الإقامة النهائية
لخيبات الامل و للإكتشافات ايضا . كل هذه المملكة التي يجلس كل منا على عرشها
متفردا و منطويا على نفسه , متسائلين حول ما نريد , آمرين بكل ما نستطيع . هذه
الصومعة التي نختبئ فيها و تستطيع ان تنقلنا الى متعة الترفيه او الى قراءة كتاب ,
متأثرين بكل فعلناه و بكل ما ينتظر منا فعله . العالم الداخلي الذي هو اكثر عمقا
مما يمكن ان اراه و اجده في المرآة . هذا الوعي هو جوهر كل ما عندي من النفس و
الذي هو كل شئ و لكن دون اي شئ .
فما هو اذن ؟ اين نشأ ؟ و لماذا ؟