lundi 13 mars 2017

الولوج الى الوعي
هذا الدرس هو الثاني من سلسلة مخصصة لإختبار آليات و ميكانيزمات معالجة الوعي في الدماغ البشري , في حين كانت سنة 2009 مخصصة للسؤال عن عمق المعالجة اللاواعية , و الآ ن نحن نتوجه نحو العمليات المعرفية و العصبية التي تسمح بجلب المعلومات الى الوعي .
وقد لعب السؤال حول طبيعة و مصدر الوعي دورا مركزيا في تاريخ فلسفة علم النفس , كيف يستطيع تجمع بسيط للخلايا العصبية ان يؤدي الى تجربة عقلية ؟
جوليان جاينس (julian jaynes) في كتابه اصل الوعي في انهيار مجلسي العقل , يسطّر بقوة     و غنائية على عمق هذا الاستفهام القديم .
يا له من عالم من الرؤى الخفية و الصمت المسموع حول هذه المنطقة اللامادية من النفس , ما هذه  الجواهر الغير قابلة للوصف و هذه الذكريات الغير واقعية و هذه الاحلام الغير مرئية , و حميمية هذا كله , المسرح السحري الصامت لحوار الذات للذات و التوجيه و النصائح المستبقة , و كل التأملات و جميع الاسرار , تبقى غير مرئية لجميع الحلات المزاجية لهذه النفس , الإقامة النهائية لخيبات الامل و للإكتشافات ايضا . كل هذه المملكة التي يجلس كل منا على عرشها متفردا و منطويا على نفسه , متسائلين حول ما نريد , آمرين بكل ما نستطيع . هذه الصومعة التي نختبئ فيها و تستطيع ان تنقلنا الى متعة الترفيه او الى قراءة كتاب , متأثرين بكل فعلناه و بكل ما ينتظر منا فعله . العالم الداخلي الذي هو اكثر عمقا مما يمكن ان اراه و اجده في المرآة . هذا الوعي هو جوهر كل ما عندي من النفس و الذي هو كل شئ و لكن دون اي شئ .
فما هو اذن ؟ اين نشأ ؟ و لماذا ؟

lundi 7 avril 2014

تساؤلات ؟؟؟

كثيرة هي الاسئلة التي يطرحها الإعلام محاولا تسليط الضوء على ما يحدث في العالم ككل وعلى سبيل المثال الأزمة السورية التي طال أمدها و لم يوجد الى الان إمكانية لحلها باي شكل من الأشكال. 
الأزمة العراقية و الربيع العربي الذي ولّد مشاكل اكبر من الثورة التي تحققت ، كل هذه الأزمات و المشاكل التي احتاجت العالم العربي و الإسلامي فجأة و دون سابق إنذار تثير تساؤلات عديدة : ما القاسم المشترك بين كل هذه الأزمات ؟ و دون النظر الى المدى القريب كيف ستكون وضعية الانسان العربي او المسلم في آفاق المائة سنة القادمة و كيف يريد باقي العالم من الدول الأوروبية و أمريكا ان يروننا نحن العرب ؟؟؟
ربما قد تكون محاولتي هذه لتفسير ما يصيب الأمة العربية الإسلامية من ركود و جمود و خمول و ما تتتابع عليه من أزمات و مشاكل ، مجرد محاولة تفتقد أسباب تحقيقها و تعجز عن توفير الكم المعرفي اللازم و الكيف المنهجي الضروري للخروج بنتيجة موضوعية و تستطيع إقناع القارئ الكريم.
بداية اود الإشارة الى ان مقالتي هذه جاءت في ظروف تأثرت بما يروج في الساحة الإعلامية عن الأزمات التي أثرت في السنوات الاخيرة و القرن الواحد و العشرين لم يتجاوز ربعه الأول. 
و في بداية الامر يجب ان نعود بالذاكرة الى الوراء قليلا و نطرح السؤال لماذا تم ضرب العراق؟ و الجواب هو لان العراق كان رمزا عربيا أصيلا حيث توالت أعظم الحضارات و انجبت منطقة ما بين الرافدين آثار و كنوز معرفية تاريخية و حملت بين أحشائها مشاريع مستقبلية ثورية كانت تنوي تغيير مستقبل الأمة العربية ككل. 
صدام لم يكن هو الهدف لانه رمز أصغر من رمزية مركز القومية العربية و المخزون التراثي و المعرفي الذي تم جمعه في المكتبات و المتاحف العراقية كان هو الهدف من اجل تدميره و بعد ذلك يسهل مسح الهوية العربية عبر تغيير محتوى الذاكرة التاريخية و تحوير الرموز و خلق رموز جديدة مثل العولمة كرمز جديد يجتذب كل غريب عن الحضارة الغربية و الأكيد ان المقصود هو الانسان العربي او المسلم. 
و بالتالي اجتياز مسألة الهوية و خلق فضاءات جديد للاندماج تجر كل ضائع وهو يبحث عن شبيه بهوية يريد رسمها او تفصيلها حتى يتمكن من لبسها. 
العراق كانت اول رمز قومي عربي يتم تدميره حضاريا و تاريخيا و اجتماعيا و رمزيا و بالتالي سيتم مسحه من الوجود الرمزي و التاريخي و بالتالي إقصاؤه تماماً. و هي سياسة قديمة من سياسات الغرب في الحرب الحضارية ضد الجنس العربي. 
و بعد العراق يتم تسليط الأنظار حول الشرق الأوسط و المناطق الحساسة فيه و يتم إشعال فتيل الفتنة فيها عبر ما تم تسميته بالربيع العربي الذي هو في واقع الامر إعدام رمزي للعرب و إبادة حضارية و ثقافية أبشع ما يكون في الدفع بنوع بشري الى الانقراض، ان لم يكن فكريا او ثقافيا فسيكون إبادة مباشرة بزرع بذور الحروب الأهلية بين بني الوطن الواحد او بخلق مشاكل داخلية او خارجية ما اجل تعطيل مسيرة الوجود العربي كفكر و ثقافة مغايرة او مخالفة و مختلفة بالأساس ...
التتمة في اقرب الآجال ان شاء الله
مع تحياتي لكل قارئ